الأصولية بين الثروة والسلطة والثيوقراطية: سيكولوجية الصراع والعنف المقدس

0 8

الأصولية بين الثروة والسلطة والثيوقراطية: سيكولوجية الصراع والعنف المقدس

Fundamentalism between wealth, power and theocracy:

The psychology of conflict and sacred violence

د. جمال محمد الهاشمي      

Dr.Gamal Alhashimi

g.alhashimi@yahoo.fr

          The ideological conflict reached its climax as a reflection of the nature of the alliance between the political ideology and the capitalist classes; that grew up with ethnic beliefs that sought to dispel the values ​​of European rationality, which were able to free themselves from the religious rigidism imposed by the Church on society and impeded human liberty and economic development. A scholar of an economic theologian who monopolizes wealth, exploits its followers and societies, and enslaves man politically, economically and spiritually, with reference to the revolutionary role of the clergy who sought to correct the deviation of ecclesiastical values.

     The decline of these rational values ​​and the rigidity of fundamentalist religious values ​​led to the destruction of both values; the values ​​of a tolerant Christian religion based on a culture of sacrifice and asceticism; and rational values ​​based on a culture of perfection, development, service and giving. This leads to the widening of gap between rational and religious ideologies.

The scientific materialism that dominated the modern world has created subjects that contradict the human mind and spiritual values ​​for the culture of blind consumption of all its productive manifestations, which has led to an unlimited number of existing crises. The beliefs and ideology are considered the most important subjects of political literature and are usually linked by political or mythological terrorism. However, the political phenomena are not enough to judge their attitudes without regard to their composition, curriculum, developments and relationship to power and society.

      This study seeks to know the roots of the terrorism and is it a religious idea or a political industry? Accordingly, the researcher tries to distinguish between the characteristics of religion and its sources? Or fundamentalist beliefs and religious and determines the relationship of these organizational beliefs to the symbols of fundamentalist motherhood, community intellectuals and governance systems? How could it have prevented fundamentalism from being transformed from a vital ideology into a political ideology?

 

بلغ الصراع العقائدي مداه كانعكاس لطبيعة التحالف بين الأيدلوجيا السياسية والطبقات الرأسمالية؛ التي تنامت مع معتقدات عرقية سعت لتبديد قيم العقلانية الأوربية؛ حيث استطاعت التحرر من الجمود الديني؛ التي فرضته الكنيسة على المجتمع وعوقت به حرية الإنسان والتنمية، في الوقت ذاته تشكلت تحت قيمها الكنسية طبقات لاهوتية اقتصادية تحتكر الثروة، وتستغل أتباعها ومجتمعاتها، وتستعبد الإنسان سياسيا واقتصاديا وروحيا، مع الإشارة إلى الدور الثوري لرجال الدين الذين سعو لتصحيح مسار انحراف القيم الكنسية.

أدى انحسار القيم العقلانية وجمود القيم الدينية إلى تدمير القيمتين معا؛ قيم المسيحية المتسامحة والقائمة على ثقافة التضحية والزهد، وقيم العقلانية القائمة على ثقافة الإتقان والتنمية والخدمة والعطاء. مما وسع الفجوة بين أيدولوجيات عقلانية وأخرى دينية.

كما أن المادية العلمية التي سيطرت على العالم المعاصر قد خلقت موضوعات تتناقض مع العقل الإنساني والقيم الروحية من أجل ثقافة الاستهلاك الأعمى لكل مظاهرها الإنتاجية مما جر الواقع إلى عدد لا محدود من الأزمات القائمة[1]. وتعد المعتقدات والأيدلوجيا من أهم موضوعات الأدبيات السياسية وعادة ما يربطها الباحثون بالإرهاب السياسي أو الميثولوجي، غير أن تتبع الظواهر السياسية ليس كافيا للحكم على توجهاتها دون النظر إلى أصولها التكوينية ومناهجها وتطوراتها وعلاقتها بالسلطة والمجتمع.

وبناء على ذلك تسعى هذه الدراسة لمعرفة جذور الإرهاب والعنف والصراع وهل هو فكرة دينية أم صناعة سياسية؟ وبناء عليه سعى الباحث للتمييز والتفريق بين ملامح التدين وهي الطريقة السلوكية التي تتجسد في سلوك المؤمنين والدين ومصادره؟ ومن ثم البحث عن الأصوليات والمعتقدات المنحرفة عنها، وعلاقة تلك المعتقدات التنظيمية برموز الأصولية الأم ومثقفي المجتمع وأنظمة الحكم؟ وكيف استطاعت المعتقدات المنحرفة تغييب الأصولية الأم وتحويلها من عقيدة حيوية إلى عقائد وظيفية؟.

تعتبر السيكولوجية من الموضوعات اليونانية القديمة  (psukhè logos)وتعني علم النفس[2]، وتحاول معرفة طبيعة التصرفات العقلية والجسدية من خلال استقراء الدافع حيث يعتبر فرويد أن العنف دافع مولود بالفطرة مع الإنسان، ويعتقد بوجود غريزتين طبيعيتين: أحدهما غريزة الحياة والأخرى غريزة الموت، وتشكل الأولى دافعا للإنسان للبحث عن المصادر الأمنية لبقاء وجوده ونوعه بينما في المقابل تتجه الثاني اتجاها سلبية نحو إنهاء العلاقة مع الحياة وصناعة العدم الذي كان سائدا قبل الميلاد، ومن ثم فإنها بدلا من الاتجاه نحو تدمير الذات تلجأ نحو الغير في غريزتها العدمية الصراعية ويرى أنه مع وجود حالات التنافس والغضب لمعالجة هذا التناقض الغريزي إلا أنه ليس كافيا مما يحتم على النفس صعوب الجمع بين النقيضين[3].

[1] – مارتن هايدجر، كتابات أساسيّة، ج 2، ترجمة وتحرير: إسماعيل المصدق، إصدار المجلس الأعلى للثّقافة، 2003م، ص 159.

[2] – علي زيعور، التحليل النفسي والصحة العقلية (بيروت: دار الطليعة 1968) ص12

[3] – محمد فؤاد جلال، مبادئ التحليل النفسي، (مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع سي آي سي2017) ص63-67

الأصولية بين الثروة والسلطة والثيوقراطية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.