العلمانية الشهودية من مدخل “شهود يهوه”

0 22

العلمانية الشهودية من مدخل “شهود يهوه”

د.إيفان بوميغال

العلمانية التي يدعو إليها هذه التيار لها رؤية مختلفة تكاد تكون مهمة ومنقذة للعالم الغربي من الدمار، فالمعتقدات الثالوثية والنظم السياسية هي نفس الخطيئة القديمة تتجدد فمن إلحادية الثالوث إلى إلحادية المادية العلمانية.

الخصوصية التي تناقشنا حولها فعلا تعتبر من أهم الموضوعات التي اعجبتني كثيرا، مع ترك الباب مفتوح للدعوة السلمية كل يدعو إلى معتقده بسلام ويصبر على الأذى لأن انقاد الجنس البشري هي الرحمة الروحية للدين، ونحن في العالم الغربي نعبد الشيطان من خلال الكنيسة والتثليث. ولذلك جاءت حركة شهود يهوه لتصحح الخطأ السابق برؤية جديدة تدعو إلى عدم التمايز بين البشر فالجنة تستوعب الجميع دون أن يكون للون أو عرق فضل وتميز على آخر.

العلمانية جاءت لتنقذ المجتمعات من الصراع على الثروة والموارد الطبيعية، لكنها تحولت إلى معتقد عدمي يمنع التدين وثقافتها بقوة السلطة السياسية بحجة الدفاع عن القيم العلمانية.

بدأت العلمانية تتحول من أداة تنظيمية للتعايش إلى معبود مقدس في الثقافات القومية وهذا ينذر بصراعات قادمة بين الروحية التي تنقذ الإنسان الغربي من الانتحار، وبين المجتمعية التي تحتاج إلى تلطيف روحانيتها من المادية. وبين أجسام بشرية تحتاج للحاجات الضرورية الحياتية، وبين حاجات طقوسية وإله واحد توجه له الصلوات، وسيكون صراعا بين العلمانية التي تحاول إقصاء الإله، وبين الإيمان البشري الذي يبحث عن معبود.

إن العلمانية من مدخل التدين التوحيدي هو السبيل لإنقاذ البشرية من الصراع على الحياة المادية ، فالإله الذي خلق الإنسان خلق له ما يحتاجه من ضروريات ولن يحمل معه منها أي شيء، لهذا فكل ما جمعته لن ينفعك لأنك تحتاج إلى إله ينقذك من المادية.

نحتاج بالفعل للتخلص من هذا الصراع إلى العلمانية الروحية والذي من تعاليمنا تحريم العمل في الجيوش السياسية العلمانية والثالوثية لأنها غير عادلة، تجنب المشاركة في الحياة السياسية لأنها ظالمة، تجنب التدين الثالوثي وشفاعة القديسيين لأنها غواية، وأن التنافس على ملكوت العالم السماوي بقيادة المسيح سيحقق السعادة، بينما سيسطر الصالحين في فردوس أرضي سيعيشون فيها إلى الأبد بفضل الحكومة السماوية.

وهذا جوهر ما يدعو إليه شهود يهوة التعايش بسلام من أجل الحصول على عيشة سماوية أو أرضية رعاية السماء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.