أي مكان للإسلام في الجمهورية؟: قراءة  من  كتاب

0 100٬005

أي مكان للإسلام في الجمهورية؟: قراءة من كتاب

ما هي وتيرة الإسلام في الجمهورية؟

د. جمال الهاشمي 

تحت العنوان صدر كتابا باللغة الفرنسية للباحث الشيخ طارق أبروا إمام الجامع الكبير في مدينة بوردو الفرنسية عن دار النشر “الأول” وهو كتاب من خطير بـ 157 صفحة .. وقد بدأ الفصل الأول بالحديث عن الإسلام؛ الإسلام بكلياته العامة الذي يستوعب الإنسانية بفهامها المختلفة، وهو المدخل الذي عليه قاعدته في خطابه الموجه إلى الغرب بالكامل، الأكاديمية وبعقليته الفلسفية، وياب متشوق للمعتقدات اليهودية والمسيحية، وتترجمنا في فلسفة الدرس الوظيفي الرابط بين الكونية الإسلام كامتداد وظيفي ومجددا للتوحيد الذي جاء به موسى (ع) ) في التوراة وعيسى (ع) في الانجيل.

فالله الذي كان في الكتب السابقة هو الله الذي سادى في الإسلام على ما لا إله إلا موجود ومتواصل، غير أن الاختلاف والاختلاف بين الإسلام والمسيحية متعلق بأفهام النصوص، والفهم ليس مقدسا لأنه إنساني للدين أو يفارقه، وبذلك أصبحت المسيحية متجسدة للمقدس، بينما الله تمتع اليا بذاته عن الموجود ولا يسكنه في القرآن ومن باب أولى لا يتجسد في صور البشر، وأن محمدا (ع) كعيسى في القران بشكل منفصل عن الذات الإلهية.

فالمسيح متميز عن البشر بالأمر “كن” كآدم في المشابهة، ولم يأتي بالتوالد كسائر الإنسان، فهو من جهة الخلق كالبشر، ومن جهة بالفعل الروح الإلهي، وأن هناك آدم من لا شيء، كوجود عيسى في شيء، وقد وصف القرآن عيسى بروح الله مميزا عن باقي بني آدام ، وهو وصفي بلسان عيسى (ع).

بينما ترى أن الله جزء من حسب تاريخ فلسفة الكلمة اليونانية القديمة “اللوغوس” وأن تجلياته التاريخية ارتبطت بحدث، والكلمة قد تكون جزيرة تسكن النية أو جلية تسكن الخريف، وجاءت كلمة الله بالعبرية أو الآرامية والعربية قصيدة عن تجسيد الله في التوراة والإنجيل والقرآن بوضوح واضح منه وتصفه، ولو حضر بذاته لما أرسل الرسل، وأنزل الكتب، لأن الرسالة تفسر ذات الصلة عبر الرسول بين واجب الوجود والموجود، وهي تقسيم بين الخالق والمخلوق.

ثم تميز بين القرآن كنص إلهي وبين التفاسير، وكل تفسير له ترتبط بالفهم حصرا لا لتختزل المعاني القرآني في فهم واحد، والقرآن لا يحتاج وسيط بينه، سوى اللغة العربية التي بها أنزل، فمن فهمها كان مفيدا بفهم مراد الله منه، وعلى أساس ذلك يمنح الله حرية الوصول إلى القرآن، حسب نطاقات اللغة تفرق المعاني المستخلصة، ومن فسف القران عن لغته إلى غيره من اللغات ارتبطت المترجم بفهم الكروان، ومن باب أولى ترجمة تفسيرات القرآن لا ينقل فهم المفسر، لكنه فهم المشغل، و سلسلة متعددة النقل ومهما تعددتت. يبقى المصدر موضوعا من موضوعات الناقل(ترجمته)، والقرآن الخيار للجميع وبموجه تتعدد الفضاءات بين الأفهام وهي المساحات التي قصيدة عن الحريات المقيدة بأدلتها في، فهي مطلقة من حيث الوصول إلى ومحدودة من جهة ما، ولم يجعل الله الإسلام في طائفة أو مجموعة قصيدة عن إرادة الله، ولم يصغها التجمع لتكون عن العمل السياسي، واستنباط الكاتب مفهوم اللامركزية في الإسلام، وأن الجامع الفقهي لا يقرر عن الله، بل يقرر فهم النسبية عن مراد الله بأدلتها السحرية، منفردا أن يقرر حتى بأدلته، وبالتالي يبرز في القرآن إجماعا ومخالفة للأجماع في نفس الزمان أو بعده بزمن، وهو ما يخالف آراء الفرنسيين الفرنسيين الذين يتشاورون مع الأزهر كما لو كان الفاتيكان السنة، ومصطلح فاتكان السنة التأسيسية الفرنسية الأصلية التي لم تفرق بين خصوصية الإسلام، وخصوصية المطالبة التي شكلت مركزها التاريخي الفاتيكان الفاتيكاني الشرعي والوسيط الأفهام بين الأرض والسماء، وهي أطروحة تفضلها الباحث ليؤكد أن لكل دين معالمه وخصائصه التي تميزه عن الآخر لمصادر الدين المتعددة أو لاختلافها.

وهو عصر مسؤوليته العلماء ومثقفي أوروبا الذين لم يفشلوا فعلا في اختبارهم بيئاتهم الثقافية، لأن الغربة المقلقة تفهم وإشكالياته إنما تأتي من خلال انزال خصائص حقيقية على الواقع مختلفة، ينفي وجود المجتهد أو صفته التي تتعلق بكيفية التراجع والإنزال حسب السياقات.

لأنه كان لمكان درجة الائتمان في تفسير النصوص، للزمان درجة ائتماناته، وفي الظرفية الحكم على درجة الائتمان، السلطات الشرعية والمصالح المعتبرة.

وهنا تأتي فلسفة الثقافة اللامركزية للإسلام، وهي ثقافة تتعايش مع خصاص الزمان والمكان، والتي استنبطها علماء الإسلام عبر قواعد العادات والعرف في الفقه الإسلامي، ومن ثم فإن الاستنباطات في الواقع أو زمان إلى غيره يصوغ لأفكار متطرفة لا ترتبط بالظرفية، أو عائقها، وهو ما ويؤدي إلى اختزال الإسلام في سلسلة أفكار وأفكار عن واقعها مما يؤدي إلى وجود نزعات أضرت لصالح فكرة الإسلام وإنسانيته وعالميته.

ثم يشير إلى أن تحويل الإسلام من عقيدة ودين إلى إيدلوجية وثقافة إحلال حضاري بديلا عن حضارة قائمة أضر بالمجتمعات الغربية وأضر بالمسلمين كمكون في مجتمعاتها، وخالف معايير الزمان والمكان وجوهر الإسلام، وصنف الإسلام كعدو للديمقراطية والعلمانية من رؤية قيمه العالمية التي لا يوجد لإلغاءجولابه، ونظرت أنها تبتنا مثقفو المسلمين في الغرب انفصلت الإنسانية عن القيم العالمية الإسلامية، واختلفت والتعدد والتنوع عن المفاهيم مما جعل الإسلامية تتحرر من هذه الرؤية عن إنسانيته، وأضر بأمن يختلف الذي يقبل المخالف ويتعايش معه، لا سيما إذا كانت المخالفة للإسلام قد تستوعب بإنسانيتها علمانية.

ثم تحدث الباحث عن جوهر الخلاف بين الأصوليين العامين والفقهاء الذي تمحور حول طبيعة الدولة المدنية للعامة ومكانة خليفة من بعده، لا سيما وأن الوظائف العقيدة والمدنية ترغب بإدارة النبي (ع)، وقد كان موتاه رائعة لصالحه لا سيما وأيدين لم يضع تعليمات إدارية أو سياسية ابتكار الدولة، إذ لو كان إدارة الحكم الديني لنص عليه القرآن الكريم، ولتواتر ذلك بالسنة، مما دل على أن إدارة الدولة من الضرورات الشرعية التي تقوم عليها الناس، وقد حتكم الخلاف بين السنة الشيعة، فالبعض منها من أصول الدين بينما أحكمها بالفقه، تأثرت الفكر السياسي وأنظمة الحكم الذي قام به الحضارات الإسلامية، وقد برزت أفكار لاهوتية تأثرت بهذه الطريقة وعالجت فيها الدواعي النفسية والعقلية والنصية، وأخرجت الفكر السياسي عن تفاوضاته، وتعرضت الاستثمارات لنتائج حتمية لهذا الانهيار الحضاري، وهنا وضع إشكالية الأفكار المعاصرة التي أفرزتها السياق الحضاري الإسلامي.

وبعد أن سرد اثني عشر فصلاً بدأت فيه من جامعة الجامعة السماوية واختلافاتها الجوهرية، ثم الحديث عن الإسلام كمدخل منه جمع بين الواقعية والعقلانية والنصية، ثم الاختلافات التي نشأت داخله حول مفاهيم الدولة المدنية والحكم، واختار التاريخ في سلسلة من المؤلفات، والممارسات العملية للتطبيق. وتوصلت إلى أن الحكومة من المصالح المدنية التي يأمر بها الناس، وقد يكون غرق من ثلثي الكتاب.

ثم انتقل إلى الفصل الثالث عشر الذي يناقش فيه إشكالية الكتاب وتساءله، محددا مكانة والحرة حيث يمكن الإشكالية والرؤية العامة بشكل عام، تحت هذه المفاهيم تساؤلات عن حقوق المسلمين والفرنسيين وغيره، ومن وظيفة الجمهورية الفرنسية على حرية الضمير ما دام أنها لا وجود لها لفرض قوانينها عليها، لأن حرية ضمير من المبادئ العلمانية وهي بسيطة التي أقرها الإسلام “لا إكراه في” “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وهذا الاختيار الذي لا أكراه فيك، لم يمنع أصحاب الأعمال من النفاق والتستر أمامين، وهو ما رفضه الإسلام أن يكون المسلم بهذا التكيف، ففذ كان من وظيفة الدولة الإكراه أو الشرف على حرية الضمير، فإن ذلك يؤدي إلى تكمين الإرهاب والعنف تحت مظلة النفاق وفورته، وعلى الرغم من قوة الدولة الإسلامية وعلم النبي بالمنافقين إلا أنه احترم حرية الضمير ما لم يتمكن من كشفه لاختراعه ات العامة.

ومن ثم كاتب قضائي بين قوانين الدولة النبوية والقوانين المعاصرة عبر سلسلة من النظريات الصراعية والتي بدأت مع مسيلمة رأس قبائل بني حنيفة، ولم يعمد النبي (ع) إلى قتل رسول مسيلمة الذي انبعاث عن الإسلام، وبالتالي الأصل لمفهوم الدولة المدنية التي أصبحت من معالم الدولة المدنية الحديثة، كما أشير إلى قيمة الحقوق والمساواة بين المرأة التي دارت بالإسلام والرجل، ومن معالم المدنية الحديثة بما لم يكن متعارف عليه من قبل، بحيث قد يكون أصل هذا المفهوم قد يتشكل في العالم الغربي برؤيته المعاصرة، وتاريخه لابن تيمية أحد علماء السنة والذي شدد على أن شهادة المرأة كشاهدة الرجل في حفظ الحقوق وأن الأمر في القرآن جاء استحبابا وليس وجوبا، لأن حكم الحرس الإسلامي انضم إلى المشاهير في نهاية المطاف، وأن يكون ذلك في المستحبات لا تكون إلا على أساس تحقيق الحقوق وهو نهاية المطاف، ومن مقاصده الشرعية

ثم مادل على أن النصرانية التاريخية تتكيف مع الإسلام عبر الزمن مع تنوعاته، مما وافق على أن الإسلام ليس جامدا، ويمكنه أن يتكيف مع مبادئ الجمهورية، فالإسلام يجمع بين اللوح المحفوظ، ودين القرآن، والكونية والعقلانية، وهذا ما تطلبه تجعله مرنا ومتناسبا ومناسبا لواقعه وزمانه ، وقد قسم الغزالي الوحي إلى وحي الكشف وهو الوحي الإلهي وداخلي – باطنني وهو الوعي البشري، حيث يكون الوجبة الغذائية بين الوحيين، ولم يكن المذهب الحنبلي بمنأى عن هذا المنظر الذي مثله ابن تيمية، وكذلك الممثلة بابن رشد الفيلسوف الذي قارب بين الحكمة في الفلسفة والحكم في القرآن، تدعو إلى أن الحرية لا تمارس خارج الدين والإيمان، كما شاركت في لاهوتي القرن السابع من المعتزلة كل من حددوا طبيعة لاهوت على أسس حظر وعقلية وما زال تراثهم قائما وممارسا إلى الآن.

ثم شاهد أن الفلسفة الإسلامية ساهمت في تحرير الأجزاء الغربية والهندسة الاجتماعية وهي الحلقة الثانية التي شاركت فيها المستشرق سالمون مونك، اشتراكا أن الفلسفة الأرسطية اليونانية وفلسفة المشائين ما كانت لتنير أوروبا لولا فلاسفة المسلمين.

وقد بدأ التنوير الأوربي دينيا من خلال البروتستانتية التي كانت تصنع من الفلسفة مدخلا لتفسيرات النصوص الدينية وقد ساهمت المفاهيم الإسلامية من إلغاء النخبوية الدينية الممثلة الكاثوليك، وحررت القوى الغربية من هيمنة رجال الدين ومخضت لإخراج فلسفة التنوير الأوربي من أنفاق ظلام العصور الوسطى. ومن ثم بدأ الحضور الغربي إلى إنارته الكونية التي أوجدت الدولة المدنية والمفاهيم الإنسانية والتقدمية للغرب العالمي.

وبعد أن نتحدث عن الوساىل والتحولات التي تؤدي إلى خروج أوروبا من الظلام إلى التنوير ومن الكويت الأعضاء إلى تفعيله، بدأت في وصف اللائكية وأشكالها باستمرار بإبراز الأعمال المتعلقة بتخصص القانون الفرنسي كـ إيميلات الذي استخدم أعمال جورج دي لاجارد، وتحدد تغيراتها الذاتية عبر عدة مراحل:

المرحلة الأولى: بسبب سبب ظهور بعض ملوك فرنسا على الاستقلال المطلق، وذلك بإخضاع الكنيسة لها، وأسيسها من قبل الدولة لا سيما مع فليب، ووصف بولات العلمانية بالمقدسة. المرحلة الثانية مع التنوير وفلسفة المعتقدات، وفي الثالثة العلمانية الراديكالية التي بدأت مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن والتي استغنت فيها العلمانية عن الله ولم تعد ضرورية إلى الكنيسة، ولم يتم الوصول إلى المرحلة الرابعة إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي العلمانية الحالية التي تم توزيعها في الدستور عام 1945 بعد صدور قانون 1905 م حيث تم تطوير هذا التطور من قبل مجمع الفاتيكان الثاني كفارق لاهوتي محوري قام على التسامح مع اليهود والمسلمين وفقًا لإعلان الفاتيكان نوسترايت، وعلى أساس ذلك العديد من النموذج الفرنسي.

وتظل العلمانية الفرنسية في رؤية مزدوجة فمن ثم تؤيد حرية الضمير في الفضاء العام، ومن حيث الحضور والتفسيرات والممارسات تبدي عدم الثقة فيما يتعلق بالدين، بالأمس كانت بسبب ذلك مع الإسلام، وخاصة فيما يتعلق بالمظاهر الثقافية الثقافية مثلا، وينقل الباحث عن بولات الذي وصف العلمانية بالمقدسة تقول أنه لم يكف من انتظار النساء دون تغطية الرأس وكذلك الرجال ولم يمكن له أي علاقة بالقيم والمبادئ العلمانية ولم تكن الجمهورية تتدخل في خصوصية الأشخاص فيما يتعلق بالمعاني التي تضفونها على مظهرهم وسلوكهم أو التدريب الثقافي والسياسي، ما دام ذلك لا يهدد النظام العام.

وأخير الحديث عن أفكار عن الإسلام من قبل القائد يفصلون بين حقيقة الإلهية ووظيفته الفارسية، وهذا الفصل يتجه إلى مفاهيم مغلوطة لدى الغرب المسلم، ولم الذين تولوا وجودهم، وأنشأوا من الإسلام جامدا وساكنا، وتوصله إلى علماء الإنسانية والأخلاقية والرسالة.

وهنا تكمن الإشكالية الكبرى داخل المسلمين وليس في الإسلام، مما يحتل المرتبة الأولى في المغرب مليئا بالتناقضات والأزدواجيات الحقيقية والمظاهر التعبية البعيدة عن دورهم داخل الجمهورية .

وما أشرت باسمه ليس إلا نزارا قليل من الإشكاليات والتساؤلات التطبيقية التي تتوالد عن بعضها، وتناقشات عرضية وتفسيرية تقوم على فلسفة أساسية بين التأسيس والنتائج، حيث تشير إلى المستقبل من خلال الماضي بتحولاته الأخرى وسيتواصل معه المتراكبة.

ولم تتأثر الكتابية المعرفية للفلسفة الواقعية، ولكنها تعاني من الفكر الإسلامي بخصائصه الفرنسية.

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.