السياسات التربوية والنظام التعليمي في الوطن العربي
السياسات التربوية والنظام التعليمي في الوطن العربي
محمد خضير عباس
تعرف السياسات التربوية بأنها مجموعة القواعد والمبادئ العامة التي تضعها الدولة لتنظيم وتوجيه التعليم فيها . لما يخدم أهدافها العامة ومصالحها الوطنية وتنبثق السياسات التربوية عن الفلسفة التربوية للدولة وتحدد على اساس واقع المجتمع وتطلعاته وظروفه وإمكانياته وكذألك من خلال التشريعات التي تصدرها الدولة والقرارات التي تتخذها لمعالجة القضايا التربوية المختلفة .
أما مفهوم النظام التعليميّ النظام هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من المكوّنات التي ترتبط معاً داخل محيطٍ مشتركٍ بينها، ويقوم كلٌّ منها بوظيفةٍ محدّدةٍ مكمّلةٍ لوظائف بقيّة مكوّنات النظام، وتتّصل هذه المكوّنات معاً بتوفّر بيئةٍ مناسبةٍ؛ لتُنتِج في النهاية مخرجاتٍ مستهدفةً، وبالإمكان معرفة مدى نجاح النظام من خلال التغذية الراجعة التي يمكن الحصول عليها من النتائج. النظام التعليميّ هو الإطار الذي يضمّ عناصر العمليّة التعليميّة ومكوّناتها، سواءً كانت مكوّناتٍ حيةً، مثل: الطلاب، والمعلمين والهيئة الإداريّة، والعاملين كافّةً، أو مكوّناتٍ غير حيّة، مثل: المناهج، والمقررات، والمباني، والقرطاسيّة، والأهداف والغايات، كما تدخل ضمن مفهومه العلاقات الوظيفيّة التي تربط هذه المكوّنات معاً، وكلّ ما يحدث بين هذه المكوّنات بسبب العلاقات التي تربطها معاً؛ لتأدية وظائف معيّنةٍ، وتحقيق أهدافٍ محدّدةٍ مسبقاً، كما يمكن تعريف النظام التعليميّ بأنّه مجموعة المبادئ والقيم التي توجّه العمليّة التعليميّة إلى طرقٍ مختلفةٍ؛ لتحقيق أهدافٍ محدّدةٍ مسبقاً، حيث تكون المؤسّسة وعنصرا العصر والبيئة من الأمور المحدّدة.
أن السياسات التربوية والنظم التعليمية في غالبية الدول العربية ليست أصيلة بل منقولة من دول غالبا ما تكون هي دول الاستعمار التي فرضت سيطرتها عليا لفترة طويلة فأخذت هذه الدول بتطبيق السياسات التربوية والنظم التعليمية الخاصة بها في البلدان التي ترضخ لسيطرتها بل تعدى الامر الى فرض استخدام لغتها مع اللغة العربية في المناهج الدراسية
ومما نلاحظه ايضا في النظام التعليمي المتبع في الوطن العربي الازدواجية في التعليم المدني الحديث والتعليم الديني الاصيل مما يؤدي بصورة عامة الى عدم التكافؤ الفرص بين مخرجات النظامين والى ضعف وحدة المجتمع بل ان هذه الازدواجية تصل في بعض الدول الى ثلاثية فهناك بالإضافة الى هذين النمطين مدارس للتعليم باللغات يختلف مستوى مخرجاتها عن النمطين الاوليين.
ونتيجة للسياسات التقليدية المتبعة في المؤسسات التعليمية في الوطن العربي نتج عنها نظام تعليمي ومؤسسات تربوية بمستوى ضعيف انعكس تأثيرها بالشكل السلبي على واقع التعليم وتأخره عن السياسات التربوية والنظم التعليمية للدول الغربية فهنا لابد من وضع دراسة شاملة لمعالجة هذا الامر والنهوض بواقع المؤسسات التربوية والنظم التعليمية المثبتة فيها..
يمكن معالجة تأخر تطور النظام التعليمي في المؤسسات التربوية في الوطن العربي من خلال أتباع ما يلي..
- المناهج الدراسية , من اهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها هي المناهج الدراسية المتبعة في المؤسسات التعليمية تعمل على تحسين المستوى العلمي للطلبة ورفدة بكل ما يخدم مسيرته التعليمية ومواكبة التطور التعليمي الحاصل في البلدان الغربية.
2.العمل على تطوير مهارات كوادر المؤسسات التربوية من خلال اقامة الدورات والندوات التعليمية لتبادل الخبرات بين القائمين على هذه المؤسسة.
- الاهتمام بالبرامج التعليمية المتطورة وترك الطرق القديمة المتبعة في النظام التعليمي واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة المرئية والسمعية لما لها من تأثير على الطالب وجذب انتباهه وسرعة ايصال المعلومة لذهنه.
- الاهتمام بالطرق المستخدمة في التعليم المتطور في جميع مراحل التعليم النظامي وبرامج التعليم الغير نظامي.
- أدخال وسائل التكنولوجيا التربوية في تطوير المؤسسات التعليمية وكذألك استخدامها في العملية التعليمية من قبل الكوادر التعليمية لتحسين المستوى العلمي للطلبة.
- الاهتمام بالعلاقة التبادلية بين تحسين السياسات التربوية والتعليمية وزيادة فاعليتها وبين دعم القيادات العليا في اتباع استراتيجيةِ لامتلاك تكنولوجيا ومصادر المعرفة الازمة لتوطين التقنية ومجالات التفاعل بين التربية والتعليم.