التعريب: الفرصة الضائعة لتطوير التعليم في المغرب

0 19

التعريب: الفرصة الضائعة لتطوير التعليم في المغرب

Arabization: the missed opportunity to develop education in Morocco

 

أ.د. بوجمعة وعلي                      

أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بني ملال خنيفرة- المغرب

Mr. Dr. Boudjemaa and Ali

Professor at the Regional Center for Professions of Education and Training, Beni Mellal-Khenifra, Morocco

مقدمة:

كان التعريب كاختيار سياسي يهدف إلى تحقيق الاستقلال الثقافي واللغوي للبلدان العربية عن ثقافة ولغة المستعمر، من خلال فرض اللغة العربية الفصحى لغة أساسية ووحيدة في كل المؤسسات الحكومية، وجعلها تشغل كل مجالات التواصل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي.. . لأن التدريس باللغة العربية والتواصل بها يحافظ على الهوية الثقافية والحضارية للأمة، ويساهم في تطوير اللغة وتنميتها عبر اتصالها بتطورات العلم والمعرفة وإنجازاتهما، بل إن دراسة العلوم باللغة العربية وفقا للعديد من الدراسات العلمية[1]  تحقق للطالب العربي فهما أسرع وأعمق ونتائج أفضل.

 

1 -مفهوم التعريب

التعريب هو إحلال اللغة العربية محل اللغات الأجنبية وتوسيعها بإدخال مصطلحات جديدة، وإلزام الإدارات باستعمالها، والحرص على أن تكون لغة التخاطب الأساسية في الفضاء العمومي، بما يجعلها أداة صالحة للتعبير عن كل ما يقع تحت الحس والعواطف والأفكار والمعاني التي تختلج في ضمير الإنسان الذي يعيش في عصر الذرة والصواريخ. [2] ويعني التعريب ترجمة العلوم والثقافات الكونية إلى العربية وإخضاعها للغة العربية اصطلاحا وتدريسا وبحثا وفكرا،[3] حتى تأخذ الطابع العربي الأصيل، وهو ما يسمى ب “توطين المعرفة”.

إن التعريب هو القدرة على التفكير باللغة العربية والتأليف بها، وجعلها لغة التعليم والعلم والإدارة والثقافة والإعلام، وما إلى ذلك من أوجه النشاط الإنساني، استنادا إلى ما تمتلكه العربية من وسائل كثيرة لإيجاد المعادل اللغوي العربي للكلمات والمصطلحات الأجنبية، بشرط أن تبتكر المعادل العربي للفظ الأجنبي أي “نقل اللفظ من العجمية إلى العربية” [4] وإيجاد النسخة العربية لأنواع الثقافات المزدهرة عالميا والمرغوب فيها محليا كالثقافة الصناعية والتقنية والإنسانية المشتركة، وهو يشمل استحداث المصطلحات المفقودة، وصناعة القواميس المتخصصة وترجمة الكتب العلمية وتعريب الثقافة. [5]

فالتعريب إذن هو تحكم اللغة العربية في الوظائف العليا للسان، بحيث تكون اللغة الرسمية في كل من التعليم والإعلام والإدارة والاقتصاد والبحث العلمي،[6] مما يقتضي إسباغ طابع عربي على العلم بجعله يبدو وكأنه ينبثق من بيئة عربية وفكر عربي. [7]

[1] – نورالدين، الزاهيدي، (1997)، سياسة تعريب التعليم بالمغرب: التطور، الواقع، الآفاق، منشورات الفرقان، سلسلة الحوار10، الطبعة1، الدار البيضاء، 1993، ص.12.

[2] – السيد، حامد عبد السلام، (2011)، تلازم الترجمة والتعريب وعلاقتهما بالتنمية، اللغة العربية والتنمية البشرية: الواقع والرهانات، الجزء الأول، مرجع سابق، ص. 593

[3] – دنياجي، نور الدين، 2006))، مقدمات في مسألة التعريب، مجلة آفاق، العدد 70-71، مرجع سابق، ص. 170.

[4] – نهر، هادي، (2010)، اللغة العربية، وتحديات العولمة، الطبعة الأولى، إربد، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع، ص. 56

[5] – الأوراغي، محمد، (2002)، التعدد اللغوي وانعكاساته على النسيج الاجتماعي، الطبعة الأولى، الرباط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مطبعة النجاح الجديدة، ص. 170.

[6] – الطلابي، امحمد، (2010)، التعريب بين الوعي المفوت والوعي المطابق، مجلة الفرقان، العدد 65، ص. 6.

[7] – العمري، لبنى توفيق، (2011)، جهود مجمع اللغة العربية الأردني في تعريب التعليم الجامعي، اللغة العربية والتنمية البشرية: الواقع والرهانات، الجزء الأول، مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، وجدة، ص. 735.

التعريب الفرصة الضائعة لتطوير التعليم في المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.