مجلس الأمن طرفاً في قضية كورونا

0 25

د. شلال العبيدي 

جامعة كركوك- العراق

يأخذ مجلس الأمن على عاتقه مهمة حفظ السلم والأمن الدوليين باعتباره الجهاز التنفيذي لإدارة الرئيسة للأمم المتحدة، ويعمل نائباً عن أعضاء المنظمة في القيام بتلك المهمة وهو ما قررته الفقرة الأولى من المادة (24) من ميثاق الأمم المتحدة لقولها “رغبة في العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة سريعاً وفعالاً، يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدولي ويوافقون على أن هذه المجلس يعمل نائباً عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات”

وبناءً على ذلك صار من واجب مجلس الأمن العمل على حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية حياة الإنسان وسلامته والتي تعد من أهم الحقوق، إلا أن مجلس الأمن يفشل في الوصول إلى قرار ملزم لإيقاف الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي والاعتداءات الخطيرة على عدد من دول العالم، من جراء النظام القانوني للتصويت في المجلس باستخدام دولة أو أكثر من الدول دائمة العضوية في مجلس لحق النقض ((الفيتو)) ومن ثم إفشال مشاريع القرارات الخاصة بالحالة التي تتطلب التدخل لحماية السلم والأمن الدولي.

وبذلك نكون أمام مشكلة التناقض بين مواد ميثاق الأمم المتحدة حيث إن حماية الأمن والسلم الدوليين هي غاية من غايات الميثاق وبين حق النقض الذي يدوره قد يعطل المهام الرئيسة للمنظمة ، ويصبح المحافظة على السلم و الأمن الدولي مشروطاً بموافقة الدول دائمة العضوية مجتمعة دون اعتراض أية دولة .

ويَعد مجلس الأمن من أحد أهم أجهزة الأمم المتحدة وهو المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لذلك تعد قراراته ملزمه للدول الأعضاء .

يتكون المجلس من خمسة أعضاء دائمين ولهم حق النقض (( الفيتو )) وهم ” الاتحاد الروسي ، والصين ، وفرنسا ، والمملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، ويعود سبب  حصولهم على المقاعد الدائمة لانتصاراتهم التي تحققت في الحرب العالمية الثانية ، أما بقية الأعضاء غير الدائمين فهم عشر أعضاء ، تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ترشيح الأعضاء الدائمين لهم ، لفترات كل منها لمدة سنتان ويتم تبديل خمسة أعضاء كل سنة .

والقرارات التي تتخذ في مجلس الأمن والتي تتعلق بالمسائل الموضوعية  تتطلب تأييد من تسع  دول أعضاء  من بين هذه الدول التسعة يجب أن تكون أصوات كافة الدول الخمسة الدائمين العضوية ، وهذه هي قاعدة ” إجماع الدول الكبرى “والتي تسمى حق (( الفيتو ))

والدول الخمس الدائمة العضوية صاحبة حق النقض (( الفيتو )) هي “روسيا ،أمريكا ،الصين ، فرنسا ، بريطانيا، وهي الدول التي تمتلك أكبر قدر ترسانات الأسلحة  وهي التي تطور أسلحة عابرة للقارات وتمتلك أسلحة نووية وبايدلوجية .

وهذا ما أكدته  الأخبار الأخيرة عن جائحة كورونا ، وتبادل الاتهامات بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن  ومنها ” الصين ، أمريكا ، فرنسا  ” حيث ثبت للعالم بان هناك مراكز بحثية تتنافس في تطوير أسلحة جرثومية ومؤكد أنها أسلحة توجه إلى بقية دول العالم عند ضرورة  ، وتعد خطورة كبيرة على الإنسان والبيئة بمجرد وجودها وتطويرها .

والأمم المتحدة ومجلس الأمن مع امتلاك الأخير حق النقض و اليد العليا في الأمم المتحدة ؛ بحيث لا يمكن تمرير أي قرار ومحاسبة أي دولة من الدول المذكورة  وتقف الأمم المتحدة عاجزة عن حماية العالم وسلامته وأمنه ، وهذا ما شجع دول معينه من مجلس الأمن ” أمريكا ، روسيا” على التدخل المباشر في دول كثيرة واستخدام جيوشها و طيرانها و صواريخها و جميع قواتها بشكل مباشر ضد دول كثيرة ، ودخول قواتها إليها دون الرجوع إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن .

ولذلك لا نجد إمكانية لمحاسبة دولة ما حتى إذا ثبت أنها من أنتجت فيروس كورونا أو طورته أو كانت سبب بانتشاره أو أنها تقوم بتطوير أسلحة بايدلوجية أقوى من كورونا أضعاف المرات، ذلك إن هذا النشاط يكاد يكون محصورا الدول هي أعضاء دائمة في مجلس الأمن.

وليس هناك من حلول لخلق حالة من السلم والأمن الدولي في العالم دون أن تكون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن متساوين كأعضاء ولهم نفس القوة في التصويت وبأن لا يعود هناك حق نقض ((الفيتو)).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.