علمتنا كورونا

0 18

علمتنا كورونا 

د. بوجمعة وعلي – المغرب

علمتنا كورونا أن ليس هناك فرقا كبيرا بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ومنها معظم الدول العربية سوى أن هذه الأخيرة تحكمها أنظمة غير وطنية وغير ديمقراطية (عسكرية، استبدادية…) بدعم من هذه الأخيرة، مقابل قسط من ثرواتها الطبيعية (النفط، الغاز، الذهب، الماس، الحديد، الفوسفاط، السمك…) والبشرية (العقول المهاجرة والمهجرة)، وأموال حكامها المكدسة في بنوكها والمحركة لاقتصاداتها، إضافة إلى الميزانيات الضخمة المخصصة لشراء أسلحتها ومنتجات شركاتها.

لم تستطع الدول المتقدمة مقاومة هذا الوباء الفتاك، رغم كل الإجراءات الأمنية والاجتماعية والصحية الاستثنائية… فظهرت ضعيفة وعاجزة أمام التزايد الهائل لأعداد الموتى والمصابين، وخاصة في إيطاليا وإسبانيا وفرسا وألمانيا، وهي الدول التي كنا نعتبرها إلى عهد قريب دولا قوية عسكريا واقتصاديا وصحيا…غير أننا رأينا معظمها وقد رفعت راية العجز فوق رؤوسها، مما حدا يبعضها إلى السماح برفع الآذان من على صوامع مساجد لم يؤذن فيها لأزيد من 500 سنة، كما حدث بصوامع قرطبة وغرناطة..، بل إن بعضها استولى بالقوة على شحنات الأدوية والمعدات الصحية القادمة عبر مطاراتها وموانئها إلى دول أخرى.

إن ما تعيشه كثير من الدول الأوروبية الكبرى من صعوبات في مواجهة جائحة كورونا، يؤكد بالملموس أن أنظمتها العولمية، أشبه ببيت العنكبوت في كثير من النواحي رغم ديمقراطيتها الداخلية، وهي قابلة للسقوط والانهيار في أي وقت وخاصة في أوقات الأزمات الكبرى، رغم ما يبدو عليها من قوة وتطور.

غير أن هذا يعني أن حالنا أفضل منهم حالهم، خصوصا وأننا لم نصل بعد إلى المرحلة الحاسمة من الوباء، وهي المرحلة التي تضاعفت فيها أعداد الإصابات مئات المرات بكل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا…، وارتفعت فيها نسب الوفيات بشكل كبير. مما يجعنا نضع أيدينا على قلوبنا، وندعو الله أن تمر هذه المرحلة العصيبة بأقل الخسائر، في ظل تواضع البنية التحتية لقطاع الصحة بكثير من البلدان العربية من حيث عدد الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي والأطر الصحية والمع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.