تقرير عنِ اجتماع أعضاء المؤتمر بنية المجتمعات والشركاء وهيئة أعضاء المعهد الفرنسي

1 34

تقرير عنِ اجتماع أعضاء المؤتمر بنية المجتمعات العربيّة والشركاء وهيئة أعضاء المعهد الفرنسيّ للبحو ث والدّراسات العربيّة والإسلاميّة

عقد المعهد الفرنسيّ للدّراسات العربيّة والإسلاميّة لقاءً علميّا مساء الأربعاء الموافق لــ: 14/06/2023م  ابتداء من السّاعة 20:00 بتوقيت فرنسا عبر تطبيق التّحاضر عن بعد “زووم”، وقد حضره بعض الباحثين من مختلف الأقطار؛ وذلك لمناقشة مقترحاتهم عن مشروع علميّ جديد وسم بـــ: “العلمانية بين تنظيرات الهوية والقيم الإنسانية”.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا اللّقاء قد جاء على هامش إنهاء أشغال المؤتمر الدّوليّ الثّالث الموسوم بــ: “بنية المجتمعات العربيّة ” المنعقدة بتاريخ: 25-28 / 05/ 2023م، والّذي نظّم حضوريا بمقرّ المعهد بفرنسا وعن بعد ممن تعذّر عليهم الحضور، علما أنّ اللقاء قد خصّص لمناقشة مشروع العلمانيّة الّذي أعلن عن فكرته في ختام توصيات المؤتمر الثّالث، فكان من المتوقّع الانطلاق منه بمناقشة أهدافه وإشكاليته ومحاوره للوصول إليه بضبط أرضيته ومتعلّقاتها، إلاّ أنّ الموضوع قد انحرف بعض الشّيء للحديث عن وقائع المؤتمر الدّوليّ الثالث – بنية المجتمعات العربيّة- الّذي كان يجب مناقشة مجرياته في اللّقاء الأوّل المنعقد بتاريخ: 28 / 05/ 2023م.

وبعد لقاء دام إلى السّاعة  22:42 بتوقيت فرنسا بإدارة سعادة الدّكتور أسعد الأمارة تخللّتها مداخلات بعض الباحثين تعقيبا على ما جاء في فعاليّات المؤتمر الثّالث والّتي تمحور أكثرها حول مشاكله التقنيّة، فضلا عن بعض الاقتراحات الّتي لامستِ الموضوع العلمانيّة؛ حيث اقترح تغيير الموضوع الّذي بدا عند بعضهم واقعا مفروضا في كثير من البلدان، لتركيز الجهود على مشاكل المجتمع العربيّ وقضاياه ومعالجتها بمقتضيات البحث العلميّ ووفق أطره ومرجعياته طلبا لتحسين أوضاعه ورغبة في تطوير مستقبله.

والجدير بالذّكر أنّ بعض الباحثين بعد ثنائهم على موضوع المؤتمر، قد أشاروا إلى ضرورة تفعيل توصيات جميع المؤتمرات الّتي تعقد بما في ذلك توصيات المؤتمر الأخير، وذلك بإيصالها إلى الجهات الوصيّة، فهو من شأنه إبراز دور المعهد الفرنسيّ تعميقا لأفكاره واستكمالا لأهدافه من جهة، ومن جهة أخرى تجسيد مخرجات مؤتمراته الّتي تبتغي تشريح واقع المجتمع العربيّ من أجل الخروج به إلى مجتمعات جديدة متطوّرة.

فضلا عن بعض المقترحات الّتي وجب أخذها بعين الاعتبار للعمل بها، والّتي نجملها فيما يلي:

* التّركيز على قضايا المجتمع العربيّ والّتي ينطلق منها المعهد ويتبنّاها فكره.

* العمل على تعميم الإعلان عن المؤتمر لتوسيع دائرة المشاركات.

* ضرورة بناء علاقات جديدة بإشراك مؤسسات جامعيّة أخرى والعمل على ضمّها في إطار التّراحم الأكاديميّ.

* التّفكير بعقد ندوات علميّة دوريّة، يأتي ذلك في إطار توسيع اهتمامات المعهد وتأكيدا لأهدافه وتطلّعاته.

وانطلاقا من تلك الاستطردات النقدية الّتي يعيها المعهد ويرتّب لتغطيتها حسب أهمّيتها والّتي قد بادر في مناقشتها تصريحا وتلميحا مع بعض الأعضاء في أكثر من مناسبة، وبعد المداولات العلميّة، ونزولا عند رغبة الأغلبية من دعاة تغيير عنوان المشروع خلصت إدارة المعهد إلى تعديل الموضوع جاعلة عنوانه: ” المواطنة وبناء الدّولة المدنيّة بين صراع الهويّة والقيم الإنسانيّة”؛ وهو ما وضّحه مدير المعهد سعادة الدّكتور جمال الهاشمي في إعلانه الأخير عن مدولات ذلك اللّقاء قائلا: ” ونشير إلى أنّ هذا التّغيير نشأ على أساس الأغلبيّة من المطالبين بتغيير العنوان؛ لأنّ المفهوم في نظرهم يخالف المعتقدات أو يدخل في إطار التّصنيفات، وحتّى لا نلغي طلب الأقليّة… فقد تركنا لهم بعض المحاور حتّى يتمكّنوا من المشاركة في إطار الاختلاف والمنهج “.

وقد اعتبر ذلك من محاسن هذا التّعديل إيمانا منه بأهميّة الفكر الجماعيّ وأثر العمل المشترك وتأثيره للتّغيير والتّطوير، واحتراما لتلك الشراكة العلميّة الّتي تستوجب التّرحيب بجميع الآراء والأفكار، فهي في الأساس رؤية المعهد الفرنسيّ الّتي تتّسع لأي اختلاف، وتحوي أي رؤية وإن سارت خلاف رؤيته التي يعرفها القاصي والدّاني، وتتبنّى جميع المقترحات وإن اختلفت منطلقاتها منهجا وفكرا.

والجدير بالذّكر، أنّ الأعضاء وعقب نشر المداولات قد استحسنوا هذا التّعديل وأعجبوا بسرعة تنفيذه ليس من منطلق الاستجابة إلى مقترحاتهم فحسب وإنّما بعد إشارة مدير المعهد إلى منطلق التّعديل وسببه، وهو ما يؤكّد على الانفتاح العلميّ وتقبّل الآخر ضمن وحدة الجماعة الّتي تبتغي البناء والإعمار في ظلّ التشتت والدمار.

وفي المساق نفسه، وإعرابا عن أهمّية دور الباحثين واستشعارا بواجبهم ومسؤوليتهم وهم يستقبلون مشروعا علميا جديرا بالطّرح، قد نشأ من رحم مقترحاتهم، وجاء على ضوء تعقيباتهم، لم يفت مدير المعهد في ختام خطابه تحفيز الباحثين وحشذ هممهم بأهداف أسمى، وهمم أعلى، وروح جديدة متجدّدة، وقلوب متعاونة رحبة، وعمل لا يعرف التقاعس إليه سبيلا، ولا يرضى بغير التأثير مطلبا، كما أعرب سعادة المدير عن شكره لجميع من أسهم في هذا اللّقاء العلميّ بقوله:

” نأمل أن تشعروا بدوركم الفاعل، وقوّة تأثيركم في إطار المعهد الفرنسيّ الّذي يجسد مبدأ العدالة المنهجيّة في إطار مراعاته لمطالب الأغلبيّة وحفظ حقوق الأقليّة، ونكرّر شكرنا للجميع والنّقد الجميل الّذي يساهم من رقي الفكر والطّرح والعمل الجماعيّ المشترك”.

وهو عهدنا بالمعهد الّذي يحرص على جمع شركائه وفق رؤية موحّدة، وعهدنا بشركائه الّذين يدركون أهميّة تلك الرؤية للانطلاق دون قيّد أو تعدٍ نحو عمل مشترك قوامه الوعي بحجم المسؤوليّة وضرورة الالتزام بها.

                                                                                                                          د. عقيلة عامر أرزقي

                                                                                                                               مقرر الجلسة

                                                                                      في: 27/ 11/1444ه/  الموافق لــ: 15/ 06/ 2023م

تعليق 1
  1. د. عقيلة عامر أرزقي يقول

    سدد الله خطاكم وجعلكم للمجتمع العريي والإسلامي سندا وذخرا فخرا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.