المقاربات البيداغوجية في ظلّ المناهج الحديثة

0 1٬212

 

 المقاربات البيداغوجية في ظلّ المناهج الحديثة

الزهرة عبديش

البريد الإلكتروني: abdichezohra1@gmail.com

جامعة أحمد بن يحيى الونشريسي -تيسمسيلت- الجزائر

مقدمة:

تعدّدت وجهات النّظر حول مفهوم وكيفية الإجراء في المقاربات التّربوية التي يتميّز بها التّعليم في النّظم الحديثة والمعاصرة التي وسمها الطّابع التّكنولوجي الذي اتخذ من مختلف العلوم العامة وعلم النّفس، وعلوم التّربية، وعلوم التّعليمية متكئا لها لتنظيم العملية التّعليمية بهدف الوصول إلى نتائج أكثر فاعلية على الفرد والمجتمع على المدى البعيد.

إنّ فلسفة بيداغوجيا المقاربات جزء هام من فلسفة التّربية والتّعليم الذي كان سببه الانفجار الذي مسّ مختلف جوانب الحياة الفكرية والعلمية والتكنولوجية والاجتماعية والسّياسية والاقتصادية، وإذا أردنا الحديث عن بيداغوجيا المقاربات لا بدّ أن نتحدّث عن منظومة تربوية كاملة هدفها التّنشئة السّليمة التي تمسّ الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، ولقد تطرّقت الكثير من الدّراسات إلى هذا الموضوع  ومنها المقاربات التربوية في الجزائر بين الأهداف والكفاءات لصاحبها جيلالي بوبكر، المقاربات والبيداغوجيات الحديثة لـ أساتذة وحدة البحث في علوم التربية، هل المقاربات البيداغوجية ضمان لجودة التربية والتعليم؟ لـ محمد بالرّاشد.

من خلال ما مرّ يمكن أن تأتي إشكاليات هذه الورقة البحثية كالآتي: هل نجحت المنظومات التّربوية العالمية في تطبيق المقاربات البيداغوجية في مدارسها؟ أيُ من المقاربات كانت أكثر نجاعة في العملية التّعليمية؟ هل تحتاج علوم التّربية اليوم إلى إعادة نظر في طرقها العامة والخاصة؟

كما تقوم ورقتنا هذه على العناصر التّالية:

– مقدّمة

– تعريف المقاربات البيداغوجية

– أنواع هذه المقاربات

– أثرها على التّعليم

– اقتراح البديل لبناء منظومة تعليمية أصلح

– خاتمة

تنوّعت الاتجاهات التربوية والفلسفية وانبثقت عنها الكثير من التّيارات، هذه التّيارات تخضع لضغط الظّروف التّاريخية وتطّور المجتمعات الإنسانية.

1- مفهوم البيداغوجيا:

تُعرّف البيداغوجيا في المعاجم على أنّها علم التّربية[1] (F.S Alwan-m- Said, 2004, p. 606)

كما يعتبر Horion البيداغوجيا علم التربية سواء كانت جسدية أو عقلية أو أخلاقية، ويرى أنّ عليها أن تستفيد من جميع معطيات وأساسيّات حقول المعرفة التي تهتم بتربية الطفل، أمّا Faulqueق يرى أنّ البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري، وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي؛ أي تجميع الحقائق حول المناهج والتّقنيات والظّواهر التّربوية، ومفهوم البيداغوجيا يلمح إلى مفهومين أساسيين هما:

– الحقل المعرفي الذي يهتمّ بالممارسة التربوية في أبعادها المتنوّعة، وهذا يحمل معنى كل من البيداغوجيا النّظرية أو التّطبيقية أو التّجريبية.

– وتُشير أيضا إلى توجّه أو نظرية بذاتها، وتولي اهتماما إلى ترقية النّاحية المعيارية Normative، ومن النّاحية التّطبيقية وذلك باقتراح تقنيات وطرق للعمل التّربوي[2] (محمد الصّدوقي، 2015، صفحة 6).

2- مفهوم التربية:

تحمل التربية نظرتان مختلفتان القديمة والحديثة، أمّا القديمة فتنظر إلى التربية على أنّها فن من فنون تلقين الطفل جميع العادات والقوانين والقيم التي يندمج من خلالها في المجتمع الذي ينتمي إليه، أمّا النّظرة الحديثة ترى أنّ التربية النّاجحة ترتكز على سيكولوجية الطفل والاهتمام بجميع القدرات والاستعدادات الكامنة في شخصية الطفل، وإذا كانت الدّراسات الآن ترتكز على التّربية من خلال النّظرة الثّانية فإنّه لا يُمكن للممارسات التّربوية الحالية أن تُهمل النّظرة القديمة[3] (عزيزي عبد السلام، 2003، الصفحات 15-16).

3- معايير تصنيف النّظريات المعاصرة:

1- معيار الاعتبارات الشخصية للمتعلّم، حيث تعتمد النّظريات المثالية والروحانية على أهمية العنصر الذاتي والروحي في المتربي.

2- معيار الاعتبارات الاجتماعية، وهذا يعني أنّ التربية هي نتاج للتفاعل الاجتماعي وتمثيلا للحياة الاجتماعية.

3- الاعتماد على المضامين التربوية للتعلّم، وإعطاء أولوية وأهمية للعمليات المعرفية.

4- صهر العناصر المختلفة للعملية التربوية، المعلم والمتعلم وتكنولوجيا الاتصال والمجتمع[4]. (www. B. sosiology.com.blog. posj- 68)

ومن خلال ما مرّ أصبح علماء الاجتماع ينظرون إلى التربية باعتبارها ظاهرة اجتماعية ففي حالة تفاعل الفرد مع غيره من أفراد مجتمعه تظهر التربية كنمط محدد لأنواع التّفاعل والضّوابط التي تشكّل طبيعة العلاقات الاجتماعية[5] (حسان هشام، 2008، الصفحات 53-54).

4- مفهوم المقاربة:

هي أساس نظري يتكوّن من مجموعة من المبادئ يتأسّس عليها البرنامج أو المنهاج، ومن هذا فالمقاربة هي الطريقة التي يتناول بها الدارس أو الباحث الموضوع، أو هي الطريقة التي يتقدّم بها من الشّيء[6] (حسين عبد الحميد رشوان، 2010، صفحة 5).

5- أنواع المقاربات البيداغوجية:

تُعدّ المقاربة البيداغوجية كموجّه يُنظّم العملية التّعليمية التّعلمية من أجل بلوغ غايات محدّدة، ولذلك ارتكزت على استراتيجية يتمّ بمقتضاها معالجة المشكلة أو تحقيق هدف معيّن بالاعتماد على مجموعة من الإجراءات واستخدام وسائل تطبيقية، وتقاس فعالية المقاربة البيداغوجية بمدى إقرارها بأهمية التّعلم الذّاتي واستقلالية المتعلم، وتطوير أنشطته الذّهنية والسّلوكية وتفاعله مع المحيط السوسيوثقافي، وبالدّور التوجيهي للمنط الهادف، إلى إشراك المتعلّمين، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم، والتنويه بأهمية التّشارك والتّواصل أثناء إنجاز المهام، وفي هذا الإطار برزت مقاربات عديدة في الحقل التّربوي ارتكزت على مرجعيات نظرية، مثل السّلوكية والمعرفية والسوسيوبنائية، توزّعت على بيداغوجيات عديدة سنحصرها في الآتي:

1- البيداغوجيا الفارقية:

يُعرّفها Louis le grandK :« بأنّها تدبير تربوي يستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات والسّلوكات والمنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف »[7] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 5).

* البيداغوجيا الفارقية تعتمد على:

– تستعمل التّنويع في محتويات التعليم

– تهتم بالفروق الفردية داخل الصّف

– تحاول التّنويع في أدوات التقويم واستثمار الذكاءات المتعدّدة.

– تحاول التّنويع في التّقنيات والوسائل عبر الزّمان لتحقيق الهدف نفسه في وقت واحد[8] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 6).

2- بيداغوجيا الخطأ:

هي تصوّر ممنهج لعملية التّعليم والتّعلم، يقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتّعليم والتّعلّم، فهو استراتيجية للتّعليم لأنّ الوضعيات الديداكتيكية تُعدّ وتُنظّم في ضوء المسار الذي قطعه المتعلّم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يُمكن أن يتخلّل هذا البحث من أخطاء[9] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 9).

وهو أيضا استراتيجية للتّعلم لأنّه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وإيجابيا يُترجم سعي المتعلّم للوصول إلى المعرفة، ويتجلّى البعد السيكولوجي لبيداغوجيا الخطأ في اعتبارها ترجمة للتّمثّلات التي تُنظّم بواسطتها الذّات تجربتها في علاقة مع النّمو المعرفي للمتعلّم[10] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 9).

* بيداغوجيا الخطأ: تقوم على:

– فرصة لمعرفة ما يحدث من اختلالات على مستوى تصوّرات المتعلّم.

– تقديم العلاج النّاجح للاختلالات حتى لا تتحوّل إلى معقّبات حقيقية للتّعلّم.

-تتأّسس على أبعاد ابستيمولوجية بسيكولوجية وبيداغوجية.

– الخطأ مرحلة أساسية من مراحل بناء المعرفة[11] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 9).

3- بيداغوجيا المشروع:

هي تفكير قصدي موضوعه فعل أو نشاط يتحقّق في زمن المستقبل بهدف تحقيق حاجيات التّعلّم.

* أنواع المشروع:

– المشروع البيداغوجي.

– مشروع المؤسسة.

– مشروع القسم.

– مشروع الفرق.

– المشروع الشّخصي للمتعلّم[12] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 10).

* بيداغوجيا المشروع:

– الأهداف.

– الوسائل والاستراتيجيات والزّمن.

– الشّركاء.

– المهام والمسؤوليات.

– التّقويم والتّتبع والتّعديل.

– الحاجيات وفقا للأولويات[13] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 11).

4- التّعلّم عن طريق اللّعب:

يُعتبر اللّعب الأداة التّربوية التي تُساعد الفرد في التّفاعل مع بيئته من أجل تطوير الشّخصية والسّلوك، كما يُعدّ وسيلة تعليمية تعتمد على عنصر الحركة التي تساعد تثبيت المعلومات، وهو طريقة علاجية تعمل على حل بعض المشكلات التي يُعاني منها بعض الأطفال مثل: مشاكل الوحدة والعدائية، ويُعدّ أداة تعبيرية عن الانفعالات المتعدّدة التي تواجه الطّفل في هذه المرحلة، كما يقوم على مراعاة الفوارق الفردية حيث تُترك الحرية للأطفال لاختيار الألعاب المناسبة لهم وتناسب ميولهم وقدراتهم[14] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 13).

* أهداف بيداغوجيا اللّعب:

تمتاز بيداغوجيا اللّعب بكونها تستهدف إقامة جملة من التّعلّمات بشكل مسلي لدى الطّفل بهدف تطوير مهاراته وقدراته العقلية والجسمية والوجدانية التي تقبل التّقييم من خلال الأهداف العامة التي تتلخّص في:

– تنمية المهارات والقيم والذكاءات.

– تنمية التّسامح وإثبات الذّات.

– تنمية مهارات جسمية وحركية.

– تنمية الذّكاء وقوّة الملاحظة[15] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 14).

– تطوير التّنافس الإيجابي والقبول باحترام القوانين والقواعد

– تنوّع أنواع اللّعب البيداغوجي ونذكر منها:

– اللّعب الحسي – الحركي.

– اللّعب الفنّي الإدراكي.

– اللّعب الإبداعي[16] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 15).

إنّ مستخدم هذه الطريقة لابدّ له من استحضار التّوجيهات التّربوية المتمثّلة في:

– تحديد أهداف اللّعب.

– استحضار الخصائص النّمائية للطفل أثناء التّحضير للعبة

– تكييف خصائص اللّعبة مع الأهداف المرجوة منها.

– استحضار محيط المدرسة للانطلاق في تقديم درس قائم على اللّعب البيداغوجي[17] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 16).

5- بيداغوجيا التّعاقد:

هي بيداغوجيا حديثة في المجال التّربوي، وهي تنظيم لوضعيات التّعلّم عن طريق اتفاق مُتفاوض بشأنه بين شركاء (المعلّم والمتعلّمون) يتبادلون من خلاله الاعتراف فيما بينهم قصد تحقيق هدف ما، سواء كان معرفيا أو منهجيا أو سلوكيا[18] (الدّليل البيداغوجي للتّعليم الابتدائي، 2019).

أو هي إجراء بيداغوجي مقتبس من ميدان التّشريع والصّناعة، يقوم في إطار اتفاق تعاقدي بين طرفين هما المدرّس والتّلميذ، وينبني هذا الاتفاق على مفاوضة بينهما حول متطلّبات المتعلّم وأهداف التّعليم وواجبات كلّ طرف وحقوقه، وأهداف ومرامي عملية التّعليم والتّكوين.

* مبادئ بيداغوجيا التّعاقد:

– الحرية

– الالتزام

– التّفاوض

– الانخراط المتبادل في إنجاح التّعاقد[19] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 20).

* أهداف بيداغوجيا التّعاقد: يُحقّق التّعاقد البيداغوجي ما يلي:

– تشجيع المتعلّمين على التّعبير والتّصرّف ضمن حدود الحرية لديه، مع الاحترام التّام لحرية الآخرين وحقوقهم.

– تطوير آليات التّفكير الإبداعي لدى المتعلّم في إطار قواعد وآليات الحياة المدرسية.

– استثمار الخطأ باعتباره الأساس الأوّل للتّعلّم، ومعالجته ضمن إطار علمي تعاقدي.

– تحقيق التّنمية الذّاتية، التّعاقد يعمل على تشجيع التّعلم الذّاتي، مما يسمح بظهور الطّاقات الإبداعية عند المتعلّمين، ويُعزّز الثّقة بالنّفس والشّعور بالأمان.

– تحقيق التّوافق الاجتماعي ومحاولة دمج المتعلّمين وتحقيق التّعايش بينهم، ومحاولة حل المشكلات عن طريق آليات الحوار والإقناع[20] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 21).

6- بيداغوجيا حل المشكلات:

مفهومها:

هي مجموعة من العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدما المعلومات والمعارف التي سبق له تعلّمها، والمهارات التي اكتسبها في التّغلّب على موقف بشكل جديد وغير مألوف له في السّيطرة عليه، والوصول إلى حل له[21] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 26).

أنواع المشكلات:

1- مشكلات تتحدّد فيها المعطيات والأهداف بوضوح تام.

2- مشكلات توضح فيها معطيات وأهداف غير محدّدة بوضوح.

3- مشكلات أهدافها محدّدة وواضحة، ومعطياتها غير واضحة.

4- مشكلات تفتقر إلى وضوح الأهداف والمعطيات.

5- مشكلات لها إجابة صحيحة ولكن الإجراءات اللّازمة للانتقال من الوضع النّهائي غير واضحة، وتُعرف بمشكلات الاستبصار[22] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 27).

 

 

خطوات حل المشكلات:

1- تحديد المشكلة

2- الدّمج والرّبط بين عناصر ومكوّنات المشكلة.

3- تعداد وتحديد الحلول الممكنة

4- العمل بخطة معيّنة لإيجاد الحلول

5- تجريب الحل واختياره

6- تعميم النّتائج الخاصة بالحل

7- نقل الخبرات المستفادة إلى مواقف تعليمية جديدة[23] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 28).

7- البيداغوجيا المعرفية:

مفهومها:

هي مقاربة بيداغوجية خاصة بالعملية التّعليمية التّعلمية تدعو إلى الاهتمام بأساليب اكتساب المعارف من طرف المتعلّمين وآليات نشاطهم الذّهني[24] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 29).

لاكتساب هذه المعرفة لابدّ أن يمرّ النّشاط الذّهني بجملة من الخصائص منها:

– الاعتماد على عمليات الفهم والتّذكر والاستنباط

– تفاعل المعارف القديمة والجديدة

– تفاعل المتعلّم مع عالمه الخارجي

– اكتساب المعرفة جزء من النّشاط الذّهني[25] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 30).

السيرورات الفرعية التي يقوم عليها اكتساب المعرفة:

– تلقي المعلومات ثمّ تصنيفها ثمّ إعدادها، تخزينها، استرجاعها بكيفية وظيفية.

تتأثّر طبيعة المعرفة واكتسابها بـ:

ضرورة تصفيف المعارف وظيفيا والاهتمام بالتّأثيرات المحتملة على عملية التّعلم فلكلّ مجال معرفي مكوّنات وقواعد تساعد على التّعلّم[26] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 31).

8- أنواع الديداكتيك:

1- الديداكتيك العامة:

هي التي تكون مبادئها ونتائجها مطبّقة على مجموعة من المواد التّعليمية، فهي تقدّم المعطيات الأساسية لتخطيط كلّ موضوعات ووسائل التّعليم، كما أنّها تُعدّ نظريات التربية والتعليم وقوانينها العامة بمعزل عن محتوى المواد[27] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 34).

2– الديداكتيك الخاصة:

هي التي تهتم بتخطيط التّعليم والتّعلّم الخاص بمادة معيّنة أو مهارات أو وسائل معيّنة مثل: ديداكتيك العلوم، ديداكتيك الوسائل التّعليمية.

مبادئ ديداكتيكية عامة:

– التّدرج والاستمرار

– التّركيز على الكيف

– التّنويع

– إعطاء معنى للتّعلمات

– التّكامل بين المكوّنات والوحدات

– التّقويم[28] (الباحثين, مجموعة من، 2017/2018، صفحة 35).

أثر المقاربات التّربوية على التّعليم:

تُمثّل هذه المقاربات مرجعيّات فلسفية ونفسية واجتماعية مساعدة على دعم الحقل البيداغوجي، وترشيد عمليات التّعليم والتّربية عموما، وقد أخذت عنها المؤسّسات التربوية القائمة على التّنشيط التّربوي والاجتماعي نموذجا تربويا يسعى إلى استعمال أفضل لتنمية الشّخصية الإنسانية في مختلف أبعادها.

أمّا عن الاستعمال الفعلي لهذه المقاربات فقد واجهت المؤسّسات التّربوية صعوبات كبيرة في التّطبيق الفعلي لمعظم هذه النّظريات التي لم تُغيّر في الواقع البيداغوجي التّعليمي إلا القليل، بينما تحوّلت المؤسّسات التّربوية الجديدة التي تقوم على التّنشيط التّربوي على فضاء أكثر قدرة على تمثُّل التّعلّم الذّاتي، وبالتالي ففي التربية الذّاتية لا تتعارض مؤسسة التّنشيط مع مؤسسة التّعليم  بل تعمل على إيجاد تكامل معها للوصول بالأفراد إلى التّنظيم الهيكلي الذّهني الذّاتي المساعد على التّربية الذّاتية[29] (Legrand, p. 60)

يُساهم ثراء المحيط التّربوي بوسائل التّنشيط والتّعلم في خلق الحاجة للاكتشاف والتّجريب والممارسة لدى الأطفال، فبقدر ما تكون المثيرات متصفة بالجدة والطّرافة والتّنوّع لقدر ما تُحفّز على التّعلّم، وبالتّالي فإنّ التّنشيط التّربوي والاجتماعي قائم على المثيرات التي تكون منطلقات مخبرية للاكتشاف والمعرفة، وتكوين البنيات الذّهنية لكلّ طفل في فضاء مطمئن وآمن حيث تُعتبر فيه المحاولة والخطأ عنصرا أساسيا في عملية البناء الذّاتي والتّعلّم، فالعاطفة ركيزة مهمّة في النّشاط، حيث أصبح الطّفل محور العملية التّربوية في جميع أبعادها، وأسس مفهوما جديدا للتربية تحت شعار: التّربية الحقيقية والإنسانية ليست التّربية الذاتية إلا تلك التّربية التي تُمكّن كلّ فرد من أن يُصبح الفاعل الحقيقي لتربيته الذّاتية[30] (E. Fromm, sept 1959, pp. 42-47)

خاتمة:

خلص بحثنا هذا إلى مجموعة من النتائج هي:

– التّعليم والتّعلّم ضرورة ملحة لبناء فرد مثقف ومستقيم.

– التّباين الواضح في طرق التّعليم بين الماضي والحاضر.

– كثرة المقاربات البيداغوجيا واختلافها عن بعضها البعض.

– كل مقاربة قامت على أنقاض مقاربة أخرى.

– موت المقاربات دليل على فشلها، وعدم التّوصل في تطبيقها إلى النتيجة المرجوة.

– الوصول إلى طريقة تعليمية منطقية وناجعة يكون بضم إيجابيات كلّ مقاربة وتكوين مقاربة واحدة وشاملة.

– كل مقاربة ضمنت نشاطا واحدا وناسبت فئة معينة من المتعلّمين.

– يجب على العاملين في قطاع البيداغوجيات العمل على إيجاد حل يناسب كلّ الفئات المتعلّمة والبيئات المختلفة.

قائمة المصادر والمراجع:

1- الدّليل البيداغوجي للتّعليم الابتدائي،  2019.

2- حسان هشام، مدخل علم الاجتماع التربوي، مطبعة جمال الدين، الجزائر، 2008.

3- حسين عبد الحميد رشوان، التربية والمجتمع –دراسة في علم اجتماع التربية- مؤسسة الشباب الجامعة، 2010.

4- عزيزي عبد السلام، 2003مفاهيم تربوية بمنظور سيكولوجي حديث، دار الريحانة للنشر، الجزائر، ط. 1، 2003.

5- مجموعة من الباحثين، المقاربات البيداغوجية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، 2017/2018.

6- محمد الصّدوقي، المفيد في التربية، 2015.

7- Legrand : introduction à L’éduction permanente p :60 E. Fromm : le drame fondamentale homme «the same society 106 sept 1959

8-  F.S Alwan-m- Said, dictionnaire generale, linguistique technique etscientifique,2eme-  édition,2004,p :606

9- E. Fromm : le drame fondamentale homme «the same society 106 sept –   1959 .

10- www. B. sosiology.com.blog. posj.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.