المرأة ودورها في ابتعاث القيم الحضارية

1 23

د. فايزة عبد الله الحسين

أستاذ اللغويات بكلية التربية بجامعة المجمعة- السعودية

مما لا شك فيه أن المرأة تساهم بفاعلية في ابتعاث الحضارات، لا بل في بناء الحضارات، لكونها هي أساس وجود نصف المجتمع داعماُ ودافعُا لبناة الحضارات، فوراء كل عظيم امرأة، فهي أحد أعمدة الأسرة فإن انهارت انهار كل البناء الأسري فتنهار تبعا لذلك الحضارات وبُناتها. فلأم مدرسة وكلية وجامعة ومنارة إذا لم تهتم بها الشعوب ستنهار الحضارات. فلنا في الحضارة الإسلامية نموذج السيدة خديجة رضي الله عنها فقد قال عنها سيد الخلق أجمعين رسولنا الكريم:” ما اخلف الله لي خيرا منها، فقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني من مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وحل الأولاد منها إذ حرمني أولاد النساء” . فالآن علي المرأة دوراُ محورياُ لإعادة أحياء الحضارات مهما تنوعت واختلفت مكانا. عودة الي لب الموضوع فهو عن دورها في ابتعاث الحضارات والذي يتمثل في التالي: في دورها الأسري التربوي كأم وزوجة، في دورها الأخلاقي والقيمي، ودورها الاجتماعي، دورها الاقتصادي، وأخيرا دورها كصوت سياسي قوي.

     فيما يخص دورها كأم فقد لا يخفي علي الشاهد ما معني كلمة أم، فهي مدرسة ومعلم، تبدأ منذ الصرخة الأولي للأبناء ورعايتهم فتأتي أولوية الاهتمام بهم قبل اهتماماتها الخاصة وتكبر مهامها وأدوارها بنمو الأولاد ونمو حاجاتهم ومشكلاتهم حيث تتنوع  ما بين دعم عاطفي ومعنوي ومادي وحسي و نفسي بضمهم حين يقعون في المشكلات والأزمات. ولا ينحصر دورها في الأسرة على دعم الأبناء فقك بل تتعداه الي رعاية الزوج وتقديم المشورة حين الشدة ودعمه عاطفيا ووجدانيا وبرائها المتواصل. ليس فقط الدعم النفس العاطفي بل صارت معين له في تصريف أمور المنزل الاقتصادية وصارت أكبر معين ومساهم في نفقات المنزل والأسرة وهناك بعض الرجال يغيبون بالسنين عن أسرهم سعيا وراء الرزق الحسن فتقع مسؤولية الأب علي أكتافها لتربية الأبناء ومراقبتهم.

  وبالإشارة الى دورها الأخلاقي والقيمي في تربية الأبناء للارتقاء بسلوكهم وتقويمهم ليستقيم المجتمع، فيساهمون في استنهاض الحضارات. فصلاح حال الأمم في كل شأنها يتأتى بصلاح أخلاقها ” أنما الأمم الأخلاق ما بقيت- فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” فالمراقبة اللصيقة   للأبناء وملاحظة كل التغيرات التي قد تطرأ علي سلوكياتهم وتصرفاتهم دور عظيم تقوم به المرأة  في زمان  صار فيه صعب التحكم في الأبناء قي هذا الفضاء اللامتناهي، حيث اختلطت فيه القيم والمعتقدات و الحضارات حين صار العالم قرية حيث أتت آلة الزمن مع آلة المكان الى حيث يكون الأنسان يحملهما مارد  الاتصالات معززة بالتقنيات والتطبيقات الحديثة في كفيه فيفرك الأنسان مصباح تلفونه  أو شاشته أي كان نوعها، فيدلف الي عالم بلا نهاية لا حد لما يقدمه من خيارات فتختلط القيم والأسس التربوية وهنا يأتي دور المرأة كمرشد للأبناء لكي لا تتشوش أفكارهم ويضيعون ويفقدون هويتهم وحضارتهم وقيم قومهم.

     ففي شأن دور المرأة اقتصاديا فسوق العمل يعج بهن فعجلته تدور مع حركة المرأة فيدور بالتالي الاقتصاد، فالمرأة ليست ضلع آدم فقط بل ضلع الكون فبدونها لا يستقيم، فمنذ القدم فالمرأة شريك رئيس في بناء الحضارات القديمة وحتي حينه فهي تزرع. وتحصد دعما للشرك الرجل فتقوم علي أكتافهم حضارات ومنارات مدعومة اقتصادياُ. فهي ليست عالة، فحتي في الحضارات القديمة ظلت خلف الملك (أم الملك- اخته أو زوجته أو جاريته) فكنت المرأة تدير البلاد وتبني الحضارات من خلف الكواليس وبعضهن اعتمرن التاج وصرن ملكات.

ومن ناحية دورها الاجتماعي فالمرأة شريك أساسي متعاون ورافد أسري في بحر المجتمع سواء كان دورها فرديا أو جماعيا. فهي قمة وقاعدة الهرم الأسري والمجتمعي بالرغم من أن القرار بالزواج والطلاق والأنفاق بيد الرجل فبالذكاء الأنثوي تملك مقاليد البيت، أما دورها الخارجي لخدمة مجتمعها فلها أدوار يمكن أن نسميها إصلاحية تنتشل امتها من هامش الحضارات الي الواجهة. وابتعاث الحضارات لا يكون إلا باستنهاض الهمم والعودة للتشريعات السماوية التي شرعت كيف تُبني الأسرة وكيف يبني المجتمع

وأخيرا دور المرأة سياسيا لاستنهاض الأمم حضاريا فهو الصوت الحر المستقل علي منابر السياسة، فهي تستطيع دعم من تعلم يقينا انهم حماة وبناة حضارات ومنارات وقيم، فصوتها غالي يجب أن تصوت و أن يمنح ويدعم صوتها للغالي الذي سيقود أمتها لتشع حضاريا بين حضارات العالم التي سادت وما بادت.

 وختاما كما تتبعتم كيف كان للمرأة دوراُ اسريُا، اقتصاديا، مجتمعيا وكل ما تقوم به من أدوار بارزة كحارس علي بوابات الحضارات حماية وحفاظا واستنهاضا للأمم.

تعليق 1
  1. فايزةعبدالله الحسين يقول

    مع وافر الشكر والتقديروالاحترام……شكرا للنشر في رحاب الإصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.