المرأة ودورها الريادي

0 18

أ. لينا عبدالكريم غانم

كاتبة وأديبة

من منظوري كامرأة مثقفة وكاتبة جعلت همي الأول المرأة وقد كتبت عنها وعن حضورها ودورها في المجتمع مع نماذج مختلفة من حياتها الاجتماعية …
وكان الأقرب لقلبي بضع كلمات جسدت فيهم دور المرأة عبر إهداء “حواء بين أهدابها موطني”
لسيدات الحب حاملات الوجع وتاج الصبر
من قال فيهن نزار: مادمت لي ، فحدود الشمس مملكتي، والبر، والبحر، والشطآن ،والجزر…
من قيل عنها ناقصة عقل ودين على سبيل الانتصار والاحتقار وليس على سبيل الطبيعة والوظيفة الحضارية التي تبني الأمم وتنشأ على كتفها الحضارات..
لكل من احتوى المرأة ومنحها السكينة والطمأنينة .. يدرك أنها الإنسانة الوحيدة الذي تبذل دون مقابل من رعايتها لعائلتها في كفاح نهضوي لا تنهض أية امة ألا بتعظيمها لا بتحقيرها.
أما بالنسبة للإسلام فقد كرم المرأة كثيرا ولقد اختص الإسلام المرأة بامتيازات عن الرجل تقديرًا وإكرامًا لها، مقابل ما كلفها به من أمرين عظيمين جليلين تتحمل مسؤوليتها العظيمة الرفيعة وهي :
تحملها مهمة إعداد نفسها، لتكون سكنًا معنويا وروحيا وحسيا لزوجها يأوي إليها، يغسل في ظلال أنوثتها ورحاب نفسها وغزارة عواطفها المتميزة بالرحمة والمودة أدران ومتاعب وهموم كدحه وكفاحه في ميادين ما كلف به من واجبات لم تكلف بها المرأة، كما في قول الله تعالى: “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
كذلك تحملها أعباء الحمل، ومخاطره، ومشقة الولادة، ومسؤوليات الأمومة، في حضانة الأطفال وتنشئتهم، ومتابعة تربيتهم وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه تكاليف الحياة التي تنتظرهم، وإنها لا شك مسؤولية تتصاغر أمامها أية مسؤولية أخرى، ومقابل هذين الأمرين العظيمين والمهمتين الجليلتين فقد كرم الإسلام المرأة وعفاها من الكثير من الأمور :
جعل مسؤولية البيت الرئيسة على الرجل وعفاها من الحرب والقتال وجعل مسؤوليتها بالنسبة للشهادة نصف مسؤولية الرجل وعفاها من المسؤولية المالية والنفقة والمهر…
ولكننا نسمع اليوم وبكل أسف، الكثير من النقد والانتقاص من المرأة والتقليل من قدراتها على الإنجاز واتهامها دائما بالضعف وقلة الحيلة وغيرها من الاتهامات الكثيرة. ولو أن الإنسان عاد إلى عقله قليلا ونظر بتأمل لوجد أن هذه المرأة التي ينعتها بالضعف والنقص هي أساس بناء الأسرة التي نبني من خلالها الحضارات.
فالمرأة هي التي تلد الإنسان وهي التي تربيه وتصبر على أذاه وتعاني معه الكثير من التعب والإجهاد قبل ولادته وبعدها لكي يكون رجلا يمضي في هذه الحياة بكل ثقة. والمرأة هي العنوان الكبير لقوة الصبر، فهي تصبر على بكاء أطفالها وعلى أخطاء زوجها، وعلى آلام جسدها، وعلى عصيان أبنائها، وتعاني كل شيء بصبر واثق لكي تظل الأسرة ثابتة ومستقرة.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.