التعليم الإلكتروني المعوقات والفوائد

0 20

د.  سهام علي طه

استشاري اول ذوي الاحتياجات الخاصة المهن الطبية والصحية جمهورية السودانأستاذ مساعد كلية الامام الهادي

التعليم عن بُعد التعليم عن بُعد (Distance Learning)التعليم الإلكتروني عن بعد هو وسيلة تعليمية حديثة النشأة، تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان، وبُعد المسافة بين المُتعلم والكتاب أو المعلم أو المجموعة الدراسية؛ وتكمن أهميتها في تقديم برنامج تعليمي من قلب الحرم التعليمي، ووضعه بين يدي المتعلم بالرغم من اختلاف المساحة الجغرافية؛ وذلك سعياً لاستقطاب الطلاب، وتحدّي الظروف الصعبة التي تواجههم للانضمام إلى برنامج التعليم التقليدي في الجامعات

E-Learning، أحد وسائل الدعم التي تحفّز العمليّة التعليمية وتنشّطها، وتعمل على نقلها من مبدأ التلقين لتصبح محطة تطوّر وإبداع وتفاعل وتنمية للمهارات وتطويرها. يعتبر التعليم الإلكتروني حقلاً جامعاً لكافة الأساليب التعليمية الإلكترونية، إذ يعتمد على الحواسيب وما يرافقها من وسائط تخزين وشبكات إنترنت بمختلف أشكالها لغايات تقديم طرق حديثة في التعليم والنشر والترفيه في آن واحد.
التعليم الإلكتروني قد ساهم بخلق أنماط جديدة في التعليم، الأمر الذي أفضى إلى ترسيخ المفاهيم التعليمية الذاتية لدى الأفراد، ويتطلب ذلك من المتعلم ضرورة متابعة ما تعلمه أولاً بأول وفقاً لما يمتلكه من طاقة وقدرة على التعلم بسرعة، كما تلعب الخبرات السابقة والمهارات دوراً هامّاً في إنجاح ذلك. يحمل التعليم الإلكتروني مسمى التعلم عن بعد أيضاً، إذ لا يحتاج لضرورة حضور المتعلم إلى موقع التعليم إنّما يمكنه الاكتفاء بمتابعة الوسيلة التعليمية أو المقرر التعليمي من موقعه عبر الحاسوب وشبكات الإنترنت، ومن الممكن أن تتضمن أساليب التعليم الإلكتروني كلاً من الدروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والأقراص المدمجة وغيرها من الأساليب.
خصائص التعليم الإلكتروني

 يمتاز التعليم الإلكتروني بتقديمه المعلومات عبر أدوات ووسائل حديثة كالحاسوب وشبكاته ومجموعة من الوسائل الرقمية متعددة الوسائط. يسعى لتحقيق الأهداف منه بتكاملية دور الوسائط الرقمية مع المقررات التعليمية المقدمة عبرها. تقدم خدمات لها علاقة بالعملية التعليمية. انخفاض تكلفته المادية. تحفيز المتعلم على البحث مليّاً عن المعرفة ومساعدته على اكتساب المعرفة. يمتاز بتوفره في كل وقت ومكان دون قيود.
أنواع التعليم الإلكتروني التعليم الإلكتروني المتزامن (Synchrones e-Learning).

التعليم الإلكتروني غير المتزامن (Asynchrones e-Learning). التعليم المختلط.
استراتيجيات التعليم الإلكتروني

يعتبر المعلمون الفرص التي يوفرها التعليم الإلكتروني أكبر من العقبات التي من الممكن أن يواجهونها خلال التدريس بهذا النظام، حيث إن الترتيبات الخاصة بالتعليم الإلكتروني تعمل على تحسين مهارات التدريس، وتتلخص استراتيجيات التعليم الإلكتروني بما يلي: تحسين التخطيط والتنظيم: يتطلب التعليم الإلكتروني وضعَ خططٍ جديدة، والتي تحتاج بعض الوقت لإعدادها، ولكنّ المحتوى الرئيسي لموضوع التعليم الإلكتروني يظلّ ثابتاً بالرغم من هذه التعديلات، ويمكن التخطيط لمناهج التعليم الإلكترونية من خلال أحد هذه المقترحات:

 البدء بعملية التخطيط للمناهج الدراسية عن طريق دراسة نتائج الأبحاث الخاصة بهذا المجال. فهم وتحليل نقاط القوة والضعف في الأساليب المتّبعة للتواصل مع الطلّاب، مثل: الصوت، والصورة، والبيانات. التدرُّب على تكنولوجيا التوصيل سواء كان الأمر للطلّاب أو للمعلمين. التأكد من إعداد المواقع بالمعدات الخاصة بالتواصل والعمل. استعمال مهارات التدريس الفعّال: إنّ زيادة فعالية التعليم الإلكتروني تتطلب تقوية المهارات وزيادتها، ويُنصح بالتركيز على ترسيخ المهارات الموجودة أصلاً كي تكون أساساً لأيّ مهارات جديدة. تحسين التغذية الراجعة والتفاعل المتبادل: يمكن للمدرس أن يحدّد الحاجات الفردية لكلّ طالب، ويسعى إلى تحقيقها عن طريق استخدام التغذية الراجعة، والخطط الفعّالة للتفاعل المتبادل، وهناك بعض الأمور التي يمكن اعتمادها من أجل تحسين التغذية الراجعة، ومنها: تشجيع الطلبة على التفكير التحليلي، عن طريق استخدام الأسئلة التحضيرية قبل بداية الدرس. طلب المعلِّم من الطلبة الاتصال معه أو التواصل مع الطلّاب الآخرين من خلال البريد الإلكتروني، مما يشعرهم بالراحة ويجعلهم يتشاركون معاً. دمج عدة طرق من وسائل الاتصال والتغذية الراجعة، بحيث تتضمن غرف الحوار الخاصة أو الجماعية، بالإضافة إلى المنتديات والبريد الإلكتروني. التواصل مع كل طالب بشكل أسبوعيّ إن أمكن، وخصوصاً عند بدء استخدام نظام الدراسة الإلكتروني. إبداء الرأي حول المهمات الكتابية، مع الرجوع إلى عدد من المصادر الإضافية من أجل تحصيل المعلومات التكميلية، ثم إرسال تلك المهمات في موعدها ودون تأخير. توفير حاجات الطالب: إنّ كفاءة التعليم وفعاليّته تتطلب شعور الطلاب بالراحة اتجاه طبيعة التعلّم الإلكتروني، ولذلك يجب أن تُبذل بعض الجهود من أجل تحفيز الطلّاب وملاءمة احتياجاتهم، ومن الممكن اتّباع هذه الاستراتيجيات التي تساعد على القيام بتلك الأمور: مساعدة الطلاب لإعطائهم شعوراً بالراحة اتجاه تكنولوجيا التواصل، بالإضافة إلى حلّ المشاكل التي قد تظهر خلال الوقت المخصص للحصول على المعلومات. تعزيز الوعي لدى الطلّاب اتجاه أنظمة الاتصالات الجديدة المستخدمة خلال الحصص الدراسية، من خلال توفير الوسائل الحديثة للاتصال، مما يجعل الطالب على اتصال بالموقع التعليمي بشكل دائم. دراسة الخلفيات الحضارية والاجتماعية للطلاب، ومعرفة خبرتهم وتجاربهم في التعليم الإلكتروني.
معوقات التعليم الإلكتروني

الافتقار للبنية التحتية المناسبة للاتصالات مع الجهة الباعثة للتعليم.

 عدم توفر ذوي الخبرات والكفاءات في مجال إدارة التعليم الإلكتروني.

 عدم القدرة على توفير الصيانة السريعة للأجهزة في بعض الأماكن البعيدة.

 صعوبة الإقناع والعدول عن فكرة التعليم التقليدي والانتقال للتعليم الإلكتروني.

 نقص الإمكانيات المادية اللازمة للشروع بالعمل في مجال التعليم الإلكتروني.

 الافتقار للوعي المجتمعي حول التعليم الإلكتروني.

عزوف بعض أعضاء هيئة التدريس عن انتهاج هذا الأسلوب في التعليم.

 الحاجة الملحّة لتمكين المتعلمين والمعلمين وتدريبهم على كيفيّة استخدام الإنترنت للتعلم والتعليم. .

فوائد التعليم الإلكتروني

للتعليم الإلكتروني عدة فوائد ، وهي كما يلي: إمكانية التواصل مع المعلمين أو الطلّاب الآخرين بكُل سهولة، وذلك بسبب تنوع وسائل الاتصال التي تتمثّل في غُرف الحوار، أو البريد الإلكتروني، أو مجالس النقاش.

توفير الوقت للمُعلمين من أجل متابعة الطلّاب والقيام بمهامهم. زيادة عدد الطلّاب المُلتحقين بالشُّعب الدراسية، مع حلّ مشكلة قلّة الإمكانيات المُتاحة وضيق القاعات الدراسية.

زيادة فاعليّة المعلمين. تعدد طُرق التعليم، مما يُسهِّل على الطالب اختيار الطريقة المُناسبة في تلقي الدروس، مما يعمل على اختصار الوقت والجهد وزيادة الكفاءات في تحقيق الأهداف التعليمية. حصول الطالب على التغذية الراجعة بشكل مستمر، مما يسهِّل معرفة التقدّم الذي وصل إليه. توفير مصادر ثرية بالمعلومات للطلّاب، يسهُل الوصول إليها خلال وقت بسيط.

 تخفيض تكاليف التعليم، بحيث يكون في متناول جميع أفراد المُجتمع. تقديم الخدمات المُساندة للطلّاب، والتي تتمثّل في التسجيل المُبكِّر، وبناء الجداول الدراسية، وإدارة الشُّعب الدراسية. تعويض نقص الكوادر التدريبية في بعض قطاعات التعليم، وذلك عن طريق استخدام الفصول الافتراضية. توسيع المدارك لدى المعلِّم والطالب، ويكون ذلك من خلال وجود روابط إلكترونية لها علاقة بالاهتمامات النظرية، والعلمية، والترفيهية. تغيير البرامج والمناهج بسرعة كبيرة على شبكة الإنترنت، بما يتبع مُتطلبات العصر أو الخطط التي تسير عليها الوزارة، ودون وجود أي تكاليف مرتفعة.  تخطي العقبات التي تمنع وصول المواد العلمية للطلّاب، سواء كانوا في أماكن نائية أو خارج حدود الدول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.