أساسيات التعليم الجامعي الناجح

0 17

د. فتحية عبد الكامل

يقوم التعليم الناجح على النتائج التي يحققها، وعلى مدى استفادة الطلبة من المعلومات المقدمة من لدُن الأستاذ، وبالأخص ما يجنيه الطالب في الحياة المهنية بعد التخرج.

ويعتمد التعليم الجامعي أساسا على المحاضرات التي يلقيها أعضاء هيئة التدريس،وهي مفيدة كثيرا للطلبة ،إلا أن الجانب التطبيقي له الدور الفاعل في إيضاح الغموض  الممكن أن يكتنف الجانب النظري،وزيادة في شرح المعلومات غير المفهومة لدى الطلبة.

ولا يخفى على أحد أن التخصصات مهما كان نوعها تخضع لمنهج معين يتبعه الأستاذ  خلال السنة الجامعية،وعليه لا بد أن يكون هذا المنهج مرتبطا إلى حد ما بالحياة اليومية للطلبة ووفقا لتطلعاتهم وطموحاتهم،كي يسترعي انتباههم،ويثير اهتمامهم.ثم أنه من الضروري أن يكون التدريس مناسبا لجميع مستويات الطلبة بحيث  أنه لا يتم التدريس لأصحاب المستوى الممتاز ،بل من الأفضل أن يتماشى التدريس مع جميع مستويات الطلبة،وهذا من شأنه أن يحفزهم على التحصيل العلمي والاستزادة منه ثم الارتقاء شيئا فشيئا إلى أحسن مستوى،وترسيخ في أذهان الطلبة أن لا يوجد طالب ضعيف وطالب ممتاز بل نشرح لهم أنه يوجد طالب يجتهد ويعمل ويثابر ؛حتى يتحفز الطلبة الذين يعتقدون أنهم “ضعاف المستوى”،وبذلك يرتفع مستواهم.وهذا مرتبط بحب الأستاذ لمادته التي يُدرسها،وليس من منطلق تأدية الواجب فحسب،وحرصه على إيصال المعلومات بطريقة بسيطة وسلسة دون تعقيدات تنفر الطلبة من المادة،و من الأهمية بمكان أن يشرح الأستاذ للطلبة الهدف من كل محاضرة ومن كل منهج يقوم بتدرسيه ؛حتى يكونوا على بينة من أمرهم وتكون الأمور واضحة لديهم،ويوجههم لمراجع هامة يعودون إليها للاستزادة من المعلومات والمعارف لديهم،وهذا كفيل بأن يجعل الطلبة يهتمون بمحاضرته التي يجب على الأستاذ المحاضر أن يقوم يإعدادها على الوجه الأكمل  بغرض إلقائها بتمكن شديد،ودون تردد أو ارتباك لأن هذا الأمر يجعل الطلبة يفقدون ثقتهم في قدرته.

ومن الأسس التي تعزز احترام الطلبة لأستاذهم هو احترامه للمواعيد،وعدم التأخر ،وتقدير قيمة الوقت،والاعتذار عن القدوم لإلقاء المحاضرة إلا للضرورة القصوى ،مع إعلام الطلبة بوقت كاف، وأن لا ينهي محاضرته قبل وقتها المحدد، وبهذا يتعلم منه الطلبة الانضباط واحترام الوقت والمواعيد.        

ومن الأساسيات في التعليم الناجح أن  يحظى الأستاذ المحاضر أو العميد  باحترام الطلبة وباحترام  ذاته،وأن يظهر اهتماما بمشاكلهم،وأن يحترم أفكارهم ولا يستهزئ بهم ويناقشهم في أمورهم المرتبطة بالتحصيل العلمي.مع تنويع أساليب التعليم التي من شأنها أن تساعد الطالب على الفهم والايستيعاب مركزا على القضاء على الرتابة وشد انتباه الطالب طيلة المحاضرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.